فيا لَشَجا قَلبٍ، من الصّبرِ، فارغٍ، |
و يا لقذى طرفٍ من الدمعِ ملآنِ |
و نفسٍ إلى جوّ الكنيسة ِ صبة ٍ |
و قلبٍ إلى أفقِ الجزيرة ِ حنّانِ |
تعوضتُمن واهاً بآهٍ ومن هوى |
بِهُونٍ، ومن إخوانِ صِدقٍ بخُوّانِ |
و ما كلّ بيضاءٍ بروقٍ بشحمة ٍ |
وما كلّ مَرعًى تَرتَعيهِ بسُعدانِ |
فيا ليتَ شِعري! هل لدَهريَ عَطفة ٌ، |
فتُجمَعَ أوطاري عليّ وأوطاني؟ |
مَيادينُ أوطاري ولذّة ُ لذّتي، |
ومَنشأ تَهيامي ومَلعَبُ غزلاني |
كأنْ لم يَصِلني فيهِ ظَبيٌ، يَقُومُ لي |
لماهُ وصدغاهُ براحي وريحاني |
فسقياً لواديهمْ وإن كنتُ إنما |
أبِيتُ، لذكراهُ، بِغُلّة ِ ظَمآنِ |
فكم يومِ لهوٍ قد أدرنا بأفقهِ |
نُجومَ كؤوسٍ، بينَ أقمارِ نَدمانِ |
و للقضبِ والأطيارِ ملهى ً بجرعة ٍ |
فما شئتَ من رقصٍ على رجعِ ألحانِ |
و بالحضرة ِ الغرّاءِ غرّ علقتهُ |
فأحببتُ حبّاً فيه قضبانَ نعمانِ |
رَقيقُ الحَواشي، في مَحاسِنِ وجههِ |
ومَنطقِهِ مَسلى قُلوبٍ وآذانِ |
أغارُ لخَدّيهِ على الوردِ كلّما |
بَدا، ولعِطفَيهِ على أغصُنِ البانِ |
و هبنيَ أجني وردَ خدٍّ بناظري |
فمن أينَ لي منهُ بتُفّاحِ لُبنانِ؟ |
يُعَلّلُني منهُ، بمَوعِدِ رَشفَة ٍ، |
خيالٌ لهُ يغري بمطلٍ وليانِ |
حبيبٌ عليهِ لُجّة ٌ من صَوارِمٍ، |
علاها حبابٌ من أسنة ِ مرّانِ |
تراءى لنا في مثلِ صورة ِ يوسفٍ |
تراءى لنا في مثلِ ملكِ سليمانِ |
طَوى بُردُهُ منها صَحيفَة َ فِتنَة ٍ، |
قَرأنا لها، من وَجهِه، سَطْرَ عُنوانِ |
مَحَبّتُهُ ديني ومَثواهُ كَعبَتي، |
ورؤيتهُ حجّتي وذكراهُ قرآني |