وِرْداً فَمَضمونٌ نجاحُ المصدرِ |
هيَ عزة ُ الدنيا وفوزُ المحشرِ |
نادى الجِهادُ بِكُمْ لنصرٍ مُضْمَرٍ |
يبدو لَكُمْ بَينَ العتِاقِ الضُمَّرِ |
خلُّوا الديارَ لدارِ خُلدٍ واركبوا |
غمرَ العجاجَ إلى النعيمِ الأخضرِ |
وتسوَّغوا كَدِرَ المناهِل في السُّرى |
ترووا بماءِ الحوضِ غيرَ مكدَّرِ |
و تجشموا البحرَ الأجاجَ فإنهُ |
سببٌ بهِ تردونَ نهرَ الكوثرِ |
و تحملوا حرَّ الهجيرِ فإنهُ |
ظلٌّ لَكُمْ يومَ المُقامِ الأكبرِ |
يا مَعشرَ العربِ الذين تَوارثُوا |
شيمَ الحمية ِ أكبراً عن أكبرِ |
إنَّ الإلهَ قد اشترى أرواحكم |
بيعوا ، ويهنكمُ ثوابُ المشتري |
أنتم أحَقُّ بنصرِ دينِ نبيّكم |
وبِكم تمهّدَ في قديمِ الأعصُرِ |
أنتمْ بنيتمْ ركنهُ فلتدعموا |
ذاكَ البناءَ بكُلِّ ألعسَ أسْمرِ |
لكمُ صرائمُ لو ركبتمُ بعضها |
أعتنكمُ عنْ كلَّ طرفٍ مضمرِ |
ولو کنّكُمْ جَهّزْتُمُ عزماتِكُمْ |
لهزمتُمُ مِنْها العدوَّ بعسكرِ |
ولو کنّكُمْ سدَّدْتُمُ همّاتكم |
طَعَنَتْهُمُ قبلَ القَنا المتأطِّرِ |
أضحى الهدى يشكو الظّما ولأنتُمُ |
ظلٌّ وريٌّ كالرَّبيعِ المُمْطِرِ |
و علا الجزيرة َ غيهبٌ وعمودكم |
مطويّة ٌ فَوْقَ الصَّباحِ المُسْفِرِ |
الدينُ ناداكُمْ وفَوْقَ سروجِكمْ |
غوثُ الصريخِ وبغية ُ المستنرِ |
لَمْ يَبْقَ للإسلامِ غَيرُ بقيّة ٍ |
قَدْ وُطّنَتْ للحادثِ المُتَنكِّرِ |
و الكفرُ ممتدُّ المطالعِ ، والهدى |
مُتَمسّكٌ بذنابِ عيشٍ أغبرِ |
البيضُ تقلقُ في الغمودِ مضاضة ً |
للحقّ أن يلقي يدَ المستصغرِ |
والخيلُ تَضجَرُ في المَرابطِ حسرة ً |
ألاَّ تَجُوس خلالَ رَهطِ الأصْفرِ |
كم نكروا من معلمٍ ، كم دمروا |
من مَعشرٍ، كم غيّروا من مَشعرِ |
كم أبطَلُوا سُننَ النبيّ، وعطّلوا |
من حِلْية ِ التّوحِيدِ ذروة َ مِنبرِ |
أينَ الحفائظُ ما لها لم تنبعثْ ؟ |
أينَ الغرائمُ ما لها تنبري ؟ |
أيهزُّ منكمْ فارسً في كفهِ |
سيفاً ودينُ محمدٍ لمْ ينصرِ ؟ ! |
أمْ كيفَ تفتخرُ الجيادُ بأعوجٍ |
فيكُمْ وتنتسبُ الرماحُ لِسَمْهَرِ؟ |
هزوا معاطفكمْ لسعيٍ تكتسي |
فيه ثيابَ مثوبة ٍ أو مفخرِ |
جدوا ونموا بالجهادِ أجوركم |
ما خَابَ قَصْدُ مُشمِّرٍ ومُثمِّرِ |
عند الخطوبِ النكرِ يبدو فضلكم |
والنارُ تُخبرُ عن ذكاء العَنبرِ |
لو صُوّر الإسلامُ شخصاً جاءكم |
عَمْداً بنفسِ الوامِقِ المُتحيِّرِ |
لو أنّه نادى لنَصرٍ خصَّكُمْ |
و دعاكمُ يا أسرتي يا معشري |