هاتها كالمنارِ لاحَ النهارُ |
و بكتْ مصرعَ الدجى الأطيارُ |
وكأنَّ الرياض تُجْلَى عروساً |
و عليها من النباتِ نثارُ |
و الطلا والحبابُ والروضة ُ الغـ |
ـنَّاءُ خدٌّ ومَبْسمٌ وعِذارُ |
أكؤساً ما أرى بأيدي سقاة ٍ |
أمْ نُجوماً تَسْعَى بها أقمارُ |
و كأنَّ الإبريق جيدُ غزالٍ |
دمُ ذاكَ الغزالِ فِيهِ العُقارُ |
قهوة ٌ إنْ جرى النسيمُ عَلَيْها |
كادَ يَعْلوهُ من سَناها احمرارُ |
نال منها الضنى ولا ية َ سكرٍ |
فلهذا يعزى إليها العثارُ |
حثها من كؤوسهِ رانياتٍ |
عنْ فتورٍ في لحظهِ خمارُ |
فتنة ٌ في العيونِ تدعى بغنجٍ |
حَيرة ٌ للنُّهى وقِيل احورار |
كيمينِ ابن خالدٍ حين تُدْعَى |
راحة ً وهي ديمة ٌ مدرارُ |
لستُ أدري يُسْرينِ للعُسر إلا |
راحتيه إذا اعترى الإقتارُ |
بدرُ المالِ كالبدورِ ولكن |
نالها من ندى يديه السرارُ |
جودهُ لجة ٌ لآلئها المدْ |
حُ وروضٌ طيوره الأشعارُ |
و لذا ك الثناء فيهِ انتظامٌ |
و لذا ك العطاء فيه انتثارُ |
يسكبُ الجودَ عند نَغْمة ِ عافٍ |
كالرحيقِ على الغناء يدارُ |
رجِّه فالمُنى طوالٌ لراجِيـ |
ـهِ وأيدي الخطوبِ عَنْهُ قِصارُ |
تستمدُّ السحابُ بالبحرِ لكنْ |
بعطاياهُ تستمدُّ البحارُ |
ماجدٌ حازَ في المعالي احتفالاً |
هوَ في طُرقِهِ إليها اختصارُ |
عُودُهُ في الأصحابِ عُودُ نُضارٍ |
و سجاياهُ إن سمحن قطارُْ |
شِيَمٌ قد تُخُيِّرَتْ فلها مِنْ |
كلّ ما ينتمي إليها الخيارُ |
هيَ في المسكِ نَفْحة ٌ ومن العُمـ |
ـرِ شبابٌ وفي الحسامِ غِرارُ |
جاءنا آخرَ الزمانِ كما تعـ |
ـبَقُ عِندَ الأصائل الأزهارُ |
و ذبابُ الهنديّ أشرفه ليـ |
س عليهِ منَ التأخرِ عارُ |
حَسُنَتْ ذاتُهُ ولم تخشَ ذاماً |
فهيَ كالنورِ لم يخالطهُ نارُ |
أحمدتْ خلقه بدياً وعوداً |
فهي كالخمرِ لمْ يشنها الخمارُ |
هو ظلٌّ فإنْ دجا وجهُ خطبٍ |
عاد شمساً بضوئها يُستنارُ |
بطشهُ في سنا البوارقِ خطفٌْ |
و تأنيه في الجبالِ وقارُ |
هيبة ٌ لَوْ لَمْ يَغْتدِ بسواها |
لَعَنَتْ دُونَها القَنا الخطّارُ |
و قبولٌ لوْ لمْ يفز ما سواهُ |
لتشفت بهِ الأماني الحرارُ |
طبقَ الأرضَ ذكرهُ فلهُ في |
كُلِّ أُفْقٍ مَعَ الهواءِ انْتشارُ |
و معَ الشمسِ أينَ لاحتْ شروقٌ |
و معَ الريحِ حيثُ طارتْ مطارُ |
لقبُ المجدِ فيهِ حقٌّ ولكن |
هو لفظٌ لغيرهِ مستعارُ |
زارنا وهوَ سؤلنا وكذا الغيـ |
ـثُ يَزُورُ الثرى وليس يُزارُ |
فلو آنَّ البروجَ قامَتْ إلى البد |
رِ اشتياقاً قامتْ إليهِ الديارُ |
نَزَلَتْ نَحْوَهُ النِّجادُ خُضوعاً |
وتَعالَتْ شَوْقاً لَهُ الأغْوَارُ |
حيثما حلَّ فالزمانُ ربيعٌ |
و قتادُ الثرى بهِ نوارُ |
وهجيرُ الأيّامِ مِنْهُ مَقيلٌ |
واللَّيالي بِطِيبها أسْحَارُ |
و الحصى تحتَ وطِْ نعليهِْ درٌّ |
وتُرابُ البطحاءِ مِسكٌ مُثارُ |
وَثنائي حَدائِقٌ وعُلاهُ |
هضباتٌ وجودهُ أنهارُ |
يا أبا عمرٍو أنّما أنْتَ خَلْقٌ |
عجبٌ جئتَ مثلما تختارُ |
لو ينادى أينَ الجوادُ بحقٍ |
قالَ كُلٌّ: إلى الوَزِيرِ يُشارُ |
لو حوتْ من جلالكَ الشهبُ حظاً |
مَا بَدَتْ في العيونِ وهيَ صغارُ |
جدْ على يوسفٍ ، فمصرُ شريشٌ |
وعَطاياك نِيلُها المُستمار |
نافستها العراقُ والأرضُ كالنا |
سِ فبعضٌ منها ببعضٍ يغارُ |
بكَ عزتْ لما حوتكَ ولولا السـ |
تراحُ لمْ تمتدحْ دنانٌ وقارُ |
أيهذا السحابُ دونكَ مني |
زاهراً مِنْ كمامِهِ الأفْكَارُ |
بكَ تسمو حُلَى القريضِ وللغُنْـ |
ـجِ بعينِ الظّبيِ الغريرِ افْتِخارُ |
قَصّرتْ لَوْ أنَّ النّجومَ عقودٌ |
في حلاها أو الهلال سوارُ |
لا تلمْ في الحياءِ هذي القوافي |
ليسَ بدعاً أن تخجلَ الأبكارُ |