أما لك ترثي لحالة ِ مكمدِ |
فينسَخَ هَجرَ اليَوم وَصلُك في غدِ |
أراكَ صرَمتَ الحبلَ دوني وطالما |
أقمتُ بذاك الحبل مستمسكَ اليدِ |
و عوضتني بالسخطِ من حالة ِ الرضا |
ومن أُنْسِ مألوفٍ بحالة ِ مُفرَدِ |
و ما كتنمُ عودتمُ الصبَّ جفوة ً |
و صعبٌ ، على الإنسانِ ، ما لم يعودِ |
طويتُ شغافَ القلب موسى على الأسى |
وأغْريتَ بالتّسكابِ جَفنَ المُسهَّد |
وما أنتَ إلاَّ فِتنة ٌ تَغْلِبُ الأُسى |
وتفعَلُ بالألحاظِ فِعلَ المهنّد |
و توجكَ الرحمنُ تاجَ ملاحة ٍ |
وبهجة َ إشراقٍ بها الصبحُ يَهتدي |
يميلُ بذاكَ القدَّ غصنُ شبابه |
كميل ِ نسيم الريحِ بالغصنِ الندي |
و يهفو فيهفو القلبُ عند انعطافه |
فهَلاَّ رأى في العَطفِ سُنّة َ مُقتَد |
أبى اللهُ إلاَّ أنَّ عزَّ جمالهِ |
يسومُ به الأحرارَ ذلة َ أعبدِ |
له الطَّولُ إن أدنى ولا لومَ إن جفا |
على كلّ حالٍ فهوَ غيرُ مفند |
أقولُ له والبينُ زمتْ ركابه |
و قد راع روعي صوتُ حادٍ مغرد : |
دنا عنكَ ترحالي ولا لي حيلة ٌ |
إذا حِيلَ بينَ الزادِ والمُتزوِّد |
وإني وإن لم يبقَ لي دونكم سوى |
حديثِ الأماني موعداً بعد موعد |
لأصْبرُ طَوعاً واحتِمالاً فَرُبما |
صروفُ الليالي مسعداتٌ بأسعدْ |
وأبعثُ أنفاسي إذا هبّت الصَّبا |
تروحُ بتسليمي عليكَ وتغتدي |