كَمْ يُبْعِدُ الدَّهْرُ مَنْ أَرْجُو أُقارِبُهُ |
عنِّي ويبعثُ شيطاناً أحاربهُ
|
فيالهُ من زمانٍ كلَّما انصرفتْ |
صروفهُ فتكتْ فينا عواقبهُ
|
دَهْرٌ يرَى الغدْرَ من إحدَى طبَائِعهِ |
فكيْفَ يَهْنا بهِ حُرٌّ يُصَاحِبُهُ
|
جَرَّبْتُهُ وَأنا غِرٌّ فَهَذَّبَني |
منْ بَعْدِما شَيَّبَتْ رَأْسي تجَاربُهُ
|
وَكيْفَ أخْشى منَ الأَيَّامِ نائِبة ً |
وَالدَّهْرُ أهْونُ مَا عِنْدي نَوائبُهُ
|
كم ليلة ٍ سرتُ في البيداءِ منفرداً |
واللَّيْلُ لِلْغَرْبِ قدْ مالت كوَاكبُهُ
|
سيفي أنيسي ورمحي كلَّما نهمتْ |
أسدُ الدِّحالِ إليها مالَ جانبهُ
|
وَكمْ غدِيرٍ مَزجْتُ الماءَ فيهِ دماً |
عندَ الصَّباحِ وراحَ الوحش طالبهُ
|
يا طامعاً في هلاكي عدْ بلا طمعٍ |
ولا تردْ كأسَ حتفِ أنت شاربهُ |