مسا الخيرات وان طال البطا يا المنزل المهجور |
ترى ما ابطا بي إلا حالة مثلك قدرها
|
إذا عندك عتب لا مانع من معاتب المذكور |
وإذا عز الرضا تفداك الأعذار ومقابرها
|
أنا اللي جيت لك والريح تعوي والشتا مسعور |
ولابه من دفا و"المربعانة"باوخرها
|
تغير وانطبع دربك بلون المسك والكافور |
وهذي رعشة كفوفي ولا به من يدثرها
|
بعد ماكنت اجي بابك بدستور وبلا دستور |
ولا ادري إلا وذيك الدرفة اليمنى على آخرها
|
طموحي عارضته اللي معاها كل شي يبور |
وجاء كسر الطموح أهون علي من كسر خاطرها
|
ستة ما اقبل نذير الشيب كانت بأول الطابور |
وكنت أحلامها ذيك السنه وأول سرايرها
|
لقت قدامها فوضى وقلب شاعر وجمهور |
وجات ورتبتني من جديد وصرت شاعرها
|
بقيت اسري لها لاهمني وحشه ولا ديجور |
أشيل أحلامنا تحت النجوم وهي تفسرها
|
سقا الله يوم جابت لي قبل يومين من"عاشور" |
هذاك المسجد اللي جابه الله من عشايرها
|
غلاها كان تحويشة عمر بشعور فوق شعور |
ايلين اكتظت الأشواق والهاني تكاثرها
|
ربت ماهي تحت ريشة نعام وفي بلاط قصور |
ولكن لاترف له قيمة إلا تحت أوامرها
|
يحملن أمهات البيض تسع شهور |
على رجوى بشايرها ولا لاحت بشايرها
|
تقل بدر ولابايات بدر تقول بدر بدور |
ولا بايات بدر تقول ما انت خابرها
|
لو استقصوك عنها ما انت محتاج لشهادة زور |
تحت سقفك سحايب ملحها وأمواج سكرها
|
ما ارق المتحف اللي من ورا ضلوعك فدتك الدور |
وانا ما اقوى نظر مافيه بعد غياب ناظرها
|
حديقة بيت اهلها..سورها العالي..حمام السور |
زخارف بابها..شباك غرفتها..ستايرها
|
ورق جدرانها..سجادها..تقسيمة الديكور |
خزاينها..هداياها..رسايلها..خواطرها
|
تحفها..مزهريتها..قصصها..شعرها المكسور |
صورها..مكتبتها اقلامها..لمة دفاترها
|
زمام السيف..شال الليل..حنا الكف..كحل الحور |
حلقها..عطرها..فستانها الابيض..جواهرها
|
مرايتها..فصوص الساعه البيضا أم خمس سيور |
خواتمها..قلايد جيدها.نقشات أساورها
|
ملابسها..بروق الوانها..دولابها الممطور |
من أزرقها إلى أحمرها إلى أخضرها إلى أصفرها
|
نسانيس الهوى اللي يرتشف يشمومها المنثور |
صخيفات المناديل اللي احتضنت عبايرها
|
مصابيح المكان اللي خذا منه النهار النور |
سنون أمشاطها اللي ما نست عشرة ظفايرها
|
بطاقات يطرزها صغار يحملون زهور |
رحيل " الدبلة " اللي ماتهنت في خناصرها
|
زوايا كنها بلور في بلور في بلور |
مسا رزنامة غاب الحرير اللي يغيرها
|
وش أقول ليتاماها الكثير الممتلين كسور |
وإن أشياها تحاصرني واحسب إني محاصرها
|
بكيت وصارت الدنيا قفص واستوحش العصفور |
ضحكت وملت شبوك القفص من كذب طايرها
|
عرفت شلون الأرض تدور وأيام الزمان تدور |
والأعيان إن صفت كيف ومتى تذبح محاجرها
|
ومتى تصير القبور بيوت وتصير البيوت قبور |
وكيف الذكريات يذوب ماضيها بحاضرها
|
على الله..وانت أبيك المتحف اللي للعرب معذور |
الى جتك العيون وصدت أبوابك ونواظرها
|
تمر أجيال وتصدر سواليف وتعيش عصور |
وتروي سالفة عمري من أولها الى آخرها |